فيروس كورونا ووهان الجديد
فيروس كورونا ووهان الجديد 武漢肺炎
الاسم ؟
فيروس كورونا الجديد 2019-20، ويُسمى أيضًا فيروس كورونا ووهان
أو تفشي ذات الرئة الصينية أو ذات رئة ووهان (بالصينية: 武漢肺炎)
ما هو فيروس كورونا بالتحديد؟
فيروسات الكورونا هي عائلة كبيرة جداً من الفيروسات، وفيروس كورونا واهان الجديد ليس الأول من
عائلة الفيروسات هذه الذي يُسبب جائحات قاتلة، لكن هذه الفيروسات عادةً ما تُصيب الحيوانات وليس البشر،
لكن في بعض الأحيان تسبب هذه الفيروسات أمراضاً لدى البشر، وفي معظم الحالات تتسبب هذه الفيروسات
بأعراضٍ مُشابهة للرشح تُشفى عفوياً .
ليست المرة الأولى التي يتسبب فيها فيروس كورونا بجائحةٍ تُودي بحياة الملايين، ففي عام 2002 بدأ آلاف
البشر في كافة أنحاء العالم وفي قارة آسيا بالتحديد المعاناة من أعراضٍ تشمل الحرارة المرتفعة والسعال الجاف
وألمٍ في الحلق وآلامٍ عضلية ووهنٍ عام وفقدان شهية وزلة تنفسية،
تم تسمية هذه الأعراض بالمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة SARS.
أصابت متلازمة سارس حوالي 8000 شخص حول العالم، حيث انتشرت إلى أكثر من 40 دولةٍ في العالم،
وقد تسببت بوفاة ما يُقارب 800 من المصابين، وقد تم التعرف على الفيروس المسبب لهذه المتلازمة في عام
2003 وتبين أنّه نوعٌ من فيروسات كورونا تم تسميته فيروس كورونا سارس، وقد نجحت المنظمات العالمية بالسيطرة
على هذا المرض لكن تم في وقتٍ لاحق تسجيل حالات إصابة فردية بهذا الفيروس.
وتم اكتشاف فيروس كورونا لأول مرة في ستينيات القرن الماضي وذلك بعد عزلها من المفرزات المخاطية
الخاصة بمريضٍ يُعاني من أعراض مشابهة لنزلة البرد،
وقد سُميت بهذا الاسم لأن شكلها مُشابه للتاج،
حيث أنّ كورونا تعني تاج، ومع فيروس كورونا ووهان الجديد أصبحنا نعرف 7 أنواع من فيروسات كورونا تُصيب الإنسان وتُمرضه.
كورونا 2020
كان قد حُدد مبدئيًا في منتصف ديسمبر 2019 في مدينة ووهان وسط الصين،
حيثُ حددت في مجموعةٍ من الأشخاص المُصابين بالتهابٍ رئوي (ذات الرئة) مجهول السبب،
وارتبطت أساسًا بالأفراد الذين يعملون في سوق هوانان للمأكولات البحرية (بالصينية: 華南海鮮市場)،
والذي تُباع فيه أيضًا الحيونات الحية. قام علماءٌ صينيون بعد ذلك بعزل فيروس كورونا جديد، وأطلق عليه اسم 2019-nCoV،
والذي وجد أنه يتشابه في 70% على الأقل مع تسلسل جينات فيروس كورونا سارس ،
ولكن لم يثبت أنه بنفس حدة أو قدرة القتل لدى فيروس سارس.
تسلسل الأحداث
أُبلغ عن الحالات الأولى المشتبه بها في 31 ديسمبر 2019،
مع ظهور الأعراض الأولى قبل ثلاثة أسابيع بقليل في 8 ديسمبر 2019.
أُغلق السوق في 1 يناير 2020 وعُزل الأشخاص الذين يعانون من الأعراض.
تمت مراقبة أكثر من 700 شخص، بما في ذلك أكثر من 400 من العاملين
في مجال الرعاية الصحية، والذين كانوا على اتصالٍ وثيق مع الحالات المشتبه بها.
طُور اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) خاص بتشخيص العدوى،
ومع هذا التطوير تم تأكيد وجود فيروس كورونا الجديد في 41 شخصًا في
مجموعة ووهان الأصلية، وقد أُبلغ عن اثنين منهم في وقتٍ لاحق أنهما زوجين.
أحدهم لم يذهب إلى السوق، وثلاثة آخرون كانوا من نفس العائلة التي
عملت في أكشاك المأكولات البحرية في السوق. حدثت الوفاة الأولى في 9 يناير 2020.
في 20 (يناير) 2020، حث رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ
على بذلٍ جهود حاسمةٍ وفعالة لمنع ومكافحة الوباء الناجم عن فيروس كورونا الجديد.
في 22 (يناير) 2020، ناقشت لجنة الطوارئ التي نظمتها منظمة الصحة العالمية
(WHO) فيما إذا كان الوضع يستدعي اهتمام دولي طارئ للصحة العامة حسب
اللوائح الصحية العالمية. كانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت من
إمكانية تفشي المرض على نطاق واسع، وكانت هناك مخاوفٌ من
زيادة انتشاره خلال موسم السفر في الصين بمناسبة رأس السنة الصينية.
طُرحت العديد من الأسئلة حول ما إذا كان الفيروس قد كان منتشرًا لفترةٍ أطول
مما كان يعتقد سابقًا، وما إذا كانت ووهان حقًا هي مركز التفشي أو ببساطة
هي المكان الذي حُدد فيه الفيروس لأول مرة من خلال المراقبة والاختبار المستمر،
ويمكن أن يكون هناك احتمال أن تكون ووهان حدثًا فائقًا لانتقال العدوى.
اعتبارًا من 22 (يناير) 2020، حدثت 17 حالة وفاة، جميعها في الصين،
وهناك دليلٌ على انتقال الفيروس من إنسان إلى إنسانٍ آخر. كشفت
الاختبارات المتزايدة عن أكثر من 540 حالة مؤكدة، بعضها من العاملين في مجال الرعاية الصحية.
كما تم الإبلاغ عن حالات مؤكدة في تايلاند وكوريا الجنوبية واليابان
وتايوان وماكاو وهونغ كونغ والولايات المتحدة. وفي 23 يناير/كانون الثاني 2020
أغلقت الصين مدينة تحتوي على 11 مليون نسمة، في مركز أنتشار الفيروس،
بعد أن بلغ عدد الاصابات أكثر من 600 حالة ووفاة 17 مصابا.
ثم قررت الصين فرض الحجر الصحي بحكم الأمر الواقع، على مدينة ثانية،
لتعزل بذلك ما مجموعه أكثر من 18 مليون مواطن في المدينتين، بهدف منع انتشار الوباء.
تطور السلالات
يُظهر تسلسل فيروس كورونا بيتا ووهان تشابهاتٍ مع فيروسات كورونا بيتا الموجودة في الخفاشيات،
ولكنها تتميزُ جينيًا عن فيروسات كورونا الأخرى مثل فيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة
التنفسية الحادة الوخيمة (سارس؛SARS) وفيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق
الأوسط التنفسية (MERS). كما هو الحال في سارس، فإنه عضوٌ في فيروسات كورونا بيتا سلالة بي.
عُزلت ووُثقت خمسة جينومات من فيروس كورونا الجديد،
وتتضمن BetaCoV/Wuhan/IVDC-HB-01/2019، وBetaCoV/Wuhan/IVDC-HB-04/2020،
وBetaCoV/Wuhan/IVDC-HB-05/2019، وBetaCoV/Wuhan/WIV04/2019،
وBetaCoV/Wuhan/IPBCAMS-WH-01/2019
من المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CCDC) ومعهد علم أحياء الممرض،
ومستشفى ووهان جينينتان. يتكون تسلسل الحمض النووي الريبوزي من حوالي 30 ألف نوكليوتيد في طوله.
أعراض فيروس كورونا 2020 ووهان الصين:
تضمنت الأعراض الموثقة حدوث حمى في 90% من الحالات، وضعفٍ عام وسعالٍ جاف في 80%،
وضيقٍ في النفس في 20%، مع ضائقة تنفسية في 15%.
أظهرت الأشعة السينية علاماتٍ طبية في كلا الرئتين. العلامات الحيوية مُستقرة
عمومًا في وقت الإدخال إلى المستشفى. تُظهر اختبارات الدم انخفاض في
عدد خلايا الدم البيضاء (قلة الكريات البيض وقلة اللمفاويات).
الفحص
في 15 يناير 2020، نشرت منظمة الصحة العالمية بروتوكولًا حول الاختبارات
التشخيصية لفيروس كورونا الجديد، وكان قد طُور بواسطة فريق علم الفيروسات من مستشفى شاريتيه في ألمانيا.
الوقاية والتعامل :
لا يُوجد حتى الآن أي علاجٍ أو لقاحٍ فعال ضد فيروس كورونا الجديد، وذلك على
الرغم من الجهود المبذولة لتطوير بعضها.
تشمل أعراضه حمى وسعال وصعوباتٍ في التنفس وغيرها،
والتي وصفت بأنها تشبه الإنفلونزا. لمنع الإصابة،
توصي منظمة الصحة العالمية بغسل اليدين بشكل منتظم، وتغطية الفم والأنف عند السعال،
وتجنب الاتصال عن قرب مع أي شخص يظهر عليهِ أعراض مرضٍ في الجهاز التنفسي (مثل السعال).
لا تُوجد علاجاتٌ محددة لفيروسات كورونا البشرية عمومًا، ويقدم مركز السيطرة على الأمراض
في الولايات المتحدة نصائح عامة بأن الشخص المصاب يستطيع أنُ يخفف من الأعراض
عن طريق تناول أدوية الإنفلونزا الاعتيادية، مع شرب السوائل والراحة.
تطلب بعض البلدان من الناس الإبلاغ عن أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا لطبيبهم، خاصة إذا كانوا قد زاروا الصين مؤخرًا.
فرضت السلطات في الكويت وإمارتي دبي وأبوظبي تدابير فحص الركاب
القادمين إلى مطاراتها من الصين لمنع انتقال فيروس كورونا القاتل الجديد إلى أراضيها .
وزودت الكويت منافذها الحدودية بكاميرات حرارية لرصد أي حالة
إصابة بفيروس كورونا قادمة من الخارج .
وأعلنت الصين ارتفاع عدد المصابين بالفيروس إلى 840 وعدد الضحايا إلى 25،
بينما لا تزال سلطاتها تصارع لاحتواء الفيروس القاتل الذي يُخشى تفشيه
مع سفر الملايين في أنحاء البلاد للاحتفال بالعام القمري الصيني الجديد .
و ما يُثير الهلع هو أنّ فيروس كورونا ووهان الجديد ينتقل بين البشر أيضاً على ما يبدو،
حيث غالباً ما تنتشر العدوى من شخصٍ مصاب إلى شخصٍ سليم
وذلك عبر الهواء الملوث بالمفرزات الناجمة عن السعال والعطاس أو عبر
التماس المباشر مع الشخص المُصاب،أو عبر لمس غرضٍ أو سطحٍ ملوث
بالفيروس بيدك ثُم وضع ذات اليد على أنفك أو فمك أو عيناك.
وبما أنّه لا يتوفر خطة علاجية واضحة وفعالة لعلاج فيروس كورونا ووهان الجديد،
لذا يُمكن القول أنّ تجنب الإصابة هو الخيار الأسلم على الإطلاق،
ومن الممكن القيام بذلك عبر الالتزام بتعليمات الصحة العامة
مثل غسل اليدين بانتظام وتجنب التماس مع الشخص المُصاب أو أغراضه الشخصية،
كما يجب على سكان الصين والزوار تجنب الذهاب إلى أسواق الكائنات البحرية، كما عليهم
تجنب الاقتراب من الحيوانات البرية،وبالطبع فارتداء الكمامة الطبية عند التعامل مع شخصٍ مُصاب هو أمرٌ أساسي.
للوقاية من انتشار فيروس كورونا ووهان الجديد هذا يجب على الأشخاص المصابين أيضاً اتباع بعد التعليمات الصحية
البسيطة مثل تغطية فمهم بمنديل عند السعال وتغطية أنفهم بمنديلٍ أيضاً عند العطاس، وتنظيف أغراضهم الشخصية التي
يتشاركونها مع الأخرين بانتظام، والبقاء في المنزل تجنب التماس مع الأشخاص السليمين.
تجري مُراقبة الوضع في ووهان فيما يتعلق التصفيات الأولمبية
المُقبلة لبطولة كرة القدم للسيدات، والتي من المقرر أن تُعقد هناك في الفترة من 3 إلى 9 فبراير 2020.