فن المذاكرة
فن المذاكرة
أنت تذاكر لتحصل علي معلومات تضعها في الامتحان لتحصل علي درجات عالية، هذا هو هدفك القريب وهو مهم جداً، أما الهدف البعيد (وربما الأهم) فهو تراكم المعلومات المفيدة لتستفيد بها في حياتك فيما بعد،
■■ ولتحقيق هذه الأهداف يجب مراعاة التالي:
(1) ظروف الامتحان (مكونات بيئة الامتحان).
(2) تركيبة الكتب ( أو المذكرات) التي ندرسها.
(3) مفاتيح استراتيجية للدراسة.
أولا : ظروف الامتحان ( مكونات بيئة الامتحان)
ربما يستغرب الطالب أننا نتحدث عن الامتحان في البداية قبل الحديث عن الدراسة، وهذا منطقي جداً حيث أننا سنتعامل مع الموضوع الدراسي بطريقة موضوعية وموجهة نحو تحقيق أعلي الدرجات، لذلك يجب ان نعرف ظروف الامتحان لكي نوجه طاقاتنا نحوه.
كل الامتحانات تحوي عناصر ثلاثة:
■■ نحن ندخل الامتحان بدون كتب أو مذكرات:
هذه حقيقة بديهية، ولكن يترتب عليها ان نعمل ليس فقط علي فهم ما قرأناه ولكن نتأكد أيضا من قدرتنا علي استعادته بعد أن نغلق الكتاب، فكثير من الطلاب يقرأون موضوعات ويشعرون بالراحة لمجرد فهمهم لها ويغلقون الكتاب معتقدين انهم أدوا ما عليهم , ثم يكتشفون بعد ذلك عدم قدرتهم علي استعادة ما قرأوه، لذلك يجب علي الطالب ان يفهم ثم يغلق الكتاب ويحاول استعادة ماقرأه وفهمه، واذا وجد انه غير قادر علي ذلك فعليه ان يحاول مره اخري قراءة الموضوع وتقسيمه إلي عناوين رئيسية وعناوين جانبيه يضع تحتها خطوطاً أو يظهرها ببعض الألوان المميزة، وأن يكتب علي هوامش الصفحة بعض الأشياء التي تساعده علي التذكر.
■■ الضغط النفسي:
أي امتحان يتضمن درجات مختلفة من الضغط النفسي، لذلك فأنت تعد نفسك للأحتفاظ بالمعلومات واستعادتها في ظروف من الضغط النفسي ولذلك سوف تجد نفسك ملزماً بأن تتعلم مهارات العمل في ظروف تكون فيها تحت الضغط.
■■ ضغط الوقــت:
لقد قرأت الاف الصفحات ومئات الموضوعات، وتعلمت الكثير من الحقائق والمفاهيم، ومطلوب منك ان تضع هذه الأشياء في ورقة الاجابة في وقت محدد، وان تنتقي منها ماهو مطلوب في ورقة الأسئلة وهذه مهارة مهمة ( مهارة الانتقاء وحل المشكلات في وقت محدد) تحتاجها في الامتحان وتحتاجها في حياتك.
ثانيا : تركيبة الكتب والمذكرات
إن الكتاب الجيد هو ذلك الذي صممه المؤلف أو المؤلفون بطريقة منهجية منظمة بحيث يمكن فهمه وتذكر موضوعاته، فهو مقسم إلي ابواب، وكل باب مقسم إلي فصول، وكل فصل مقسم إلي عناوين جانبية واضحة تثبت في العقل بعد قراءتها ويمكن تذكر شكلها ومكانها في صفحة الكتاب اذا لم يكن الكتاب هكذا فيمكن انت ان تجعله كما تريد بأن تضع خطوطاً واضحة تحت العناوين الرئيسية والجانبية، أو تضع الواناً مميزة عليها، ويمكن ايضا اعادة صياغة الكتاب في مذكرات تكتبها بيديك تلخص فيها الكتاب وتنظمه بشكل يسهل تذكره، وهذه وسيلة فعالة تسهل تذكر مادة الكتاب، فأنت حين تعيد كتابته وصياغته فكأنك تؤلفه أنت شخصياً من جديد، وكأنك ايضاً تحفره في ذاكرتك.
■■■■■■
ثالثا : مفاتيح إستراتيجية للمذاكرة الفعالة
1. أقرأ الموضوع قراءة سريعة لفهم محتواه بشكل عام.
2. قم بتقسيم الموضوع بعد ذلك إلي اجزاء صغيرة، وقم بدراسة كل جزء بشكل متعمق ثم محاولة استعادته بعد اغلاق الكتاب، واذا تأكدت من ذلك انتقل إلي الجزء التالي وهكذا . تذكر ان المخ البشري لايستقبل معلومات كثيرة في وقت واحد ولايستطيع الاحتفاظ بها جملة واحده.
3. حول عناوين الموضوعات إلي اسئلة تستطيع الاجابة عليها.
4. بعد الانتهاء من دراسة الموضوع بأكمله اغلق الكتاب وقم بعمل اختبار ذاتي لنفسك لتتأكد من ان الموضوع قد تم حفظه في الذاكرة واذا وجدت ان ذلك لم يتم بعد حاول الرجوع مرة اخري إلي الموضوع . تذكر انك تدرس ليس فقط لتفهم (وإن كان الفهم مهم) ولكن لتستعيد ما فهمته وتكتبه في الامتحان.
5. كن موضوعياً في معرفة حدود الذاكرة وتعلم كيف تنميها، لذلك تذكر الحقائق التالية:
■ سوف تتذكر 20% من الموضوع بعد أسبوعين إذا قرأته مجرد قراءة .
■ سوف تتذكر50-60% من الموضوع بعد اسبوعين اذا قرأته ثم اختبرت نفسك مره واحده بعد قراءته.
■ سوف تتذكر 75-80% من الموضوع بعد اسبوعين اذا قرأته ثم اختبرت نفسك مرتين بعد قراءته.
■ سوف تتذكر100% من الموضوع ان كنت قد قرأته واختبرت نفسك فيه مرتين ثم راجعته قبل الامتحان.
6. قم بعمل الواجبات المنزلية وحل الامتحانات دون الاستعانة بالكتاب لكي تقف علي مستواك الحقيقي، وتذكر انك ستدخل الامتحان الحقيقي دون أن تصطحب معك كتبك أو مذكراتك. في البداية يمكنك الرجوع للنقاط التي شعرت انك نسيتها فتقرأها في الكتاب مره اخري.
7. قم بكتابة ملحوظات واضافات المدرس أو المحاضر علي هوامش الصفحات وضع علامات علي الأجزاء التي شرحها أو ركز عليها علي انها مهمة.
8. تعلم مهارات الامتحان جيداً، فكل امتحان له نمط معين وسرعة معينة، حاول التدرب علي هذا النمط وهذه السرعة، فكثير من الطلاب ينجحون في تحصيل المواد الدراسية ولكنهم يفشلون في توصيل ما تعلموه إلي ورقة الأجابه حيث انهم يفتقدون مهارات الامتحان من قراءة جيدة للتعليمات وقراءة متأنية للأسئلة ثم صياغة جيدة للإجابة، وإدارة القوت وتوزيعه علي الأسئلة بشكل مناسب، ثم عمل مراجعة دقيقة في النهاية.
9. اذا كانت النقاط السابقة قد أربكتك لكثرتها فيمكنك ان تتذكر السطر التالي البسيط : تقسيم الموضوع … صياغة العناوين في صورة اسئلة… قراءة عامة… تساؤلات… إعادة قراءة للأجزاء… تسميع… مراجعة.
■■ الطرق المختلفة للمذاكرة:
الطريقة الجزئية:
بمعني تجزئ المادة المراد تعلمها أو حفظها إلي أجزاء صغيرة يسهل حفظها ثم جمع هذه الأجزاء بعد حفظها والهدف هنا يكون الحفظ قبل الفهم.
الطريقة الكليـــة:
وهي دراسة المادة كلها مره واحده ومحاولة فهمها فيأتي الحفظ بعد الفهم.
■ الجمع بين الطريقة الجزئية والطريقة الكلية للحصول علي فوائد الاثنين.
■ طريقة التسميع الذاتي.
■ طريقة التسميع بواسطة آخرين.
التعلم الموزع والتعلم المركز:
الطالب الذي يذاكر اجزاء المادة خلال السنة كلها والطالب الذي يؤجلها كلها للفترة التي تسبق الامتحان مباشرة.
الجمع بين المواد:
قراءة مادة بعد أخري مباشرة، وهنا يؤثر اللاحق في حفظ السابق خاصة اذا كان متشابهاً معه، لذلك يحسن اخذ فترة راحة واسترخاء بعد كل مادة وان تكون المادة التي تليها مختلفة عن سابقتها حتي نتجنب التعطيل الرجعي أو التعطيل البعدي.
■■■■■■
الفواصل بين فترات المذاكرة:
هل نسترخي ونستريح ام نشاهد التليفزيون أو نلعب علي الكمبيوتر ؟
إن الاسترخاء والراحة اثناء الفواصل يعطي الفرصة لثبات المعلومات في الذاكرة لفترات طويلة، وعلي العكس حين نملأ هذه الفواصل بمشاهدة التليفزيون أو الجلوس إلي الكمبيوتر فإن هذا يحدث تشويشاً علي المادة التي تعلمناها (شخبطه علي ماسبق).
المذاكرة في سكون والمذاكرة في حركة:
التركيز في الأولي افضل ولكنها احياناً تؤدي إلي الملل وغلبة النعاس، والتركيز في الثانية اقل ولكنها تصلح لطرد الملل والنعاس.
تغيير مكان المذاكرة:
إن هذا التغيير يمكن ان يجدد النشاط ولكن عيبه ان المؤثرات البصرية أو السمعية في الأماكن الجديدة يمكن ان تشتت الأنتباه.
_____________
بتصرف لدكتور الطب النفسي
محمد المهدي