الــدوافــع والنجاح الدراسي
الــدوافــع والنجاح الدراسي
الدوافع هي الطاقة التي تدفع الإنسان لفعل شئ ما يعتقد أنه محبوب أو مفيد له أو أنه يحقق له أحد احتياجاته المهمة .
وتنقسم الدوافع إلى دوافع خارجية وأخرى داخلية نوجزها
* الدوافع الخارجية : غالبا ما تكون قصيرة المدي وتنطفئ مع أي مشكلة فمثلاً الطالب الذي يذاكر ليرضي والديه أو يرضي مدرسيه يمكن ان يتوقف عن المذاكرة اذا اضطربت علاقته بمن كان يرضيهم وربما توقف عن المذاكرة عناداً لهم ( دون ان يدري) وهذه الحالات نقابلها كثيراً في العيادات النفسية حيث نكتشف ان تكرار رسوب الطالب ( أو الطالبة) دون سبب مفهوم انما يحقق هدف إغاظة الأب أو الأم , فالإبن هنا يري ( بوعي أو بدون وعي) ان افضل عقاب لوالديه هو ان يفشل دراسياً، وهذا ما نسميه العدوان السلبي ويكون الدافع له صراع لم يحل بين الإبن وأحد أبويه أو كليهما.
* الدوافع الداخلية : وهي أكثر دواماً واقل تقلباً ويحسها الشخص طول الوقت وربما لايعرف لها تفسيراً غير أنه مدفوع دائماً إلي الإنجاز والي الإرتقاء في السلم العلمي أو الاجتماعي أو الاقتصادي وهو لايستطيع ولايملك التوقف عن ذلك وهذه الدوافع الداخلية مرتبطة بالتركيبة النفسية الدينامية للذات ويمكن أن يغذيها الشعور بالنقص أو الرغبة في التعويض أو الشوق إلي المعالي أو الرغبة في الاستكتشاف أو الميل للمنافسة والغلبة ، وهذه الدوافع الداخلية يمكن تقويتها بالتالي:
■ تعرف علي الرغبة للأستكتشاف واقتحام المجهول.
■ تحمل مسئولية تعليمك ، فأنت تتعلم لنفسك وليس لغيرك.
■ تحمل مخاطر التعلم والمعرفة بثقة واقتدار.
■ اعلم ان الفشل يحمل في احشائه جنين النجاح.
■ كافئ نفسك علي كل انجاز تحققه ولو بسيط.
هناك مشكلة لدي الكثيرين في مسألة الدوافع للمذاكرة، حيث يقول : “انا عايز اذاكر بس مجرد ما أقعد علي الكتاب أتضايق وأقوم علي طول مش عارف ليه “.
وربما يرجع ذلك لضعف الهدف من المذاكرة أو الشك في جدوي المذاكرة ويساعد علي ذلك وجود بعض الأفكار السلبية لدي الكثير من الطلاب مثل:
“واللي ذاكروا أخذوا إيه”..
“ولو اخذت الشهادة هاعمل بيها ايه “..
” دا مفيش وظائف.. وحتي لو اتوظفت هاتوظف بكام “..
إذن الهدف الضعيف أو غير الواضح بالاضافة إلي الافكار السلبية تضعف الدافع والاراده وتجعلك تتثاءب بسرعة وتمل الكتاب منذ اللحظات الأولي.
■■■■■■
ولتقوية الدافع للمذاكرة يمكنك ان تفعل مايلي:
1- قم بحل مشكلة الهدف مباشرة:
فلا بد من تحديد هدف واضح يجمع قواك ويشحنك بالطاقة بشكل دائم، وللوصول إلي ذلك: اجمع معلومات كافيه عن اهتماماتك وقدراتك وقيمك واحتياجاتك، ويمكنك ان تفعل ذلك من خلال:
■ تأملك لذاتك.
■ اجراء بعض الاختبارات النفسية.
■ استشارة ذوي الرأي.
اجمع معلومات كافية عن الوظائف المحتمله التي تفكر فيها من خلال:
■ استشارة بعض العاملين في هذه المهن.
■ زيارة بعض الاماكن التي تمارس فيها هذه المهن.
اجمع معلومات كافية عن متطلبات التدريب وبرامجه وعلي أساس معرفتك لاهتماماتك وقدراتك ومعرفتك للوظائف المحتملة ومتطلبات الدراسة والتدريب فيها يمكنك ان تأخذ قرارا واضحاً بشأن الطريق الذي تسكله.
2- قم بحل مشاكلك الشخصية مباشرة:
ويمكنك الاستفادة مما يلي:
أ – الاستشارة من شخص متخصص ( اخصائي اجتماعي، اخصائي نفسي أو طبيب نفسي) أو من الوالدين أو احد الأقارب ذوي الحكمة والتجربة.
ب –الحل الذاتي من خلال تقييم موضوعي لمشاكلك والمواجهة مع أسباب هذه المشاكل ومع الاشخاص المشاركون في صنعها، ثم تحمل المسئولية للقيام بالمبادرة للتغيير المؤدي إلي حل هذه المشاكل.
■■■■■■
قائمة اختبار الدافع: (Motivation Microsoft Internet Exploler)
عبارات هذه القائمة ربما تساعدك في اكتشاف مصادر وأسباب ضعف الدافع للمذاكرة والدراسة، لذلك اقرأها جيداً وحدد مواطن ضعفك علي أمل ان تقوم بعلاجها وحدك أو بالاستعانة بذوي الرأي والاختصاص.
1- أنا في الحقيقة أفضل شئ آخر غير دخول هذه الجامعة:
■ لا أفضل دخول الجامعات اصلاً.
■ أفضل نوع آخر من المهن.
■ أفضل دخول كلية اخري.
2- الكلية كوسيلة لأشياء اخري غير التعليم:
■ للهروب من عمل لا أحبه.
■ للعثور علي صديق ( أو صديقه).
■ لتقضية وقت ممتع.
■ للهروب من المنزل.
■ لإثبات قيمة الذات.
3- مشاكل شخصية تؤدي إلي التشتت:
■ صراعات مع الجنس الأخر.
■ صراعات مع الوالدين.
■ ضعف الثقة بالنفس.
■ مقاومة غير محددة لدخول الكلية.
■ غضب من العالم كله.
■ تعاطي المخدرات.
■ الخوف من التقييم.
■ صعوبة في اتخاذ القرارات.
■ عدم وجود مصدر للإنفاق.
■ صعوبات زواجية ( للمتزوجين).
■ مخاوف وقلق.
■ عدم الشعور بالأمان.
■ الشعور بالوحدة.
4- ضعـف الاهتمــام:
■ عدم وضوح الأهداف المهنية.
■ عدم وضوح الأهداف التعليمية.
■■■■■■
أنواع الدوافع المحتملة للمذاكرة:
الدوافع الموجبة , وهي التي تدفع الطالب للمذاكرة , مثل:
1. الخــوف: من المدرس أو من الأسرة أو من معايرة الزملاء أو من الفشل.
2. الرجاء بمعني الرغبة في الجزاء والمديح والمباهاة، وهي جزء من غريزة التنافس والغلبة عن الإنسان.
3. الخوف والرجاء معاً وهذا يعطي دوافع أقوي من احدهما منفرداً.
الدوافع السالبة , وهي التي تعوق الطالب عن المذاكرة , مثل:
1. العناد: حيث يمتنع الطالب عن مذاكرة دروسه بهدف العناد مع والديه ومكايدتهما وخاصة اذا رأي الحاحاً شديداً من والديه علي مذاكرته وكان في نفس الوقت غاضباً منهما.
2. الهروب: وهو دافع داخلي (لا شعوري احياناً) يعطل عملية المذاكرة لكي يهرب من دخول كلية معينة يصبوا اليها الأهل ولكن الطالب لايحبها أو يخشي مسئولياتها، ولذلك يفعل كل ما من شأنه منع حصوله علي مجموع كبير يؤهله لدخول هذه الكلية.
***
واعلموا حفظكم ربي زوار موقعي الأكارم
أن هناك دوافع كثيرة للعلم والتعلم مثل الحصول على وظيفة أو التفوق على الأقران أو تحقيق مكانة اجتماعية…الخ، وبقدر قوة هذه الدوافع تكون الطاقة المتجهة بالشخص نحو العلم، ولكن للأسف الشديد نجد نسبة كبيرة من ابنائنا في المدارس والجامعات يفتقدون الدوافع ويفتقدون الهدف ويفتقدون المعنى في دراستهم فهم مدفوعون بضغط من اهليهم للذهاب الى المدرسة أو الجامعة أو الذهاب للدروس أو المذاكرة ولذلك يقاومون هذا الضغط الاسرى ويتحايلون عليه.
واذا كانت الدوافع الدنيوية تدفع نحو العلم والتعلم بقدرها فإن هناك دافعا اكثر قوة ودواما وهو لا ينضب مع الزمن ولا يضعف مع تغير الظروف بل هو دافع خالد وممتد ومتجدد، ذلك هو الدافع الإيمانى الذى ينظر الى العلم النافع (دينيا كان ام دنيويا)على انه نور من الله نسعى للاقتباس منه، وبهذا المعنى يصبح الذهاب للمدرسة أو الجامعة أو المكتبة عبادة نتقرب بها الى الله وتصبح المذاكرة تنفيذا لأمر من أوامر الله،وهذه هى الاهداف العليا التى يسعى اليها اصحاب النفوس العظيمة حتى ولو لم يجدوا للعلم عائدا ماديا مشجعا أو قبولا اجتماعيا دافعا , فالعلم قيمة في ذاته ولا ترتبط قيمته بالمال الذى يجلبه أو الوظيفة التى يصل اليها , ولننظر معا في كتاب الله وسنة رسوله لنرى هذه القيمة العالية للعلم لعلها تشكل لدينا ولدى ابنائنا دوافع اقوى وادوم نحو السعى لتحصيل العلم.
■■ قال الله تعالى:”وقل ربى زدنى علما” (طه114)
■■ وقال تعالى : “قل هل يستوى الذين يعملون والذين لا يعملون” (الزمر 9)
■■ وقال تعالى: “يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات” (المجادلة 11)
■■ وقال تعالى : “إنما يخشى الله من عباده العلماء” (فاطر 28 )
■■ وعن ابى هريرة رضى الله عنه،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”من سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له طريقا الى الجنة” (رواه مسلم)
■■ وعنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث:صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له” (رواه مسلم)
■■ وعنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:”الدنيا ملعونة،ملعون ما فيها،إلا ذكر الله تعالى، وماوالاه، وعالما أو متعلما” (رواه الترمذى وقال حديث حسن )
■■ وعن انس رض الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع” (رواه الترمذى وقال حديث حسن)
■■ وعن أبى امامة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “فضل العالم على العابد كفضلى على أدناكم” ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت يصلون على معلمى الناس الخير” (رواه الترمذى وقال حديث حسن)
■■ وعن ابى الدرداء رضى الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من سلك طريقا يبتغى فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة , وان الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما صنع، وأن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء , وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب , وأن العلماء ورثة الأنبياء وأن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر” (رواه ابو دأوود والترمذى)
هذه هى قيمة العلم عند الله وعند رسوله وهى قيمة لا تتغير بالزمان أو المكان أو الظروف ولا ترتبط بمال أو وظيفة أو مكانة اجتماعية وهذا هو البعد الايمانى الغائب عن العملية التعليمية , وغياب هذا البعد الايمانى جعل الدوافع نحو العلم قميئة وهزيلة ومتقلبة وخافتة لانها ربطت العلم بدوافع دنيوية زائلة وابعدته عن المعنى السامى والخالد كما ورد في الايات الكريمة والاحاديث الشريفة.
____________
بتصرف من
دكتور الطب النفسي/محمد المهدي