حكم تخصيص وقت معين أو يوم معين لدعاء أو عبادة معينة مع الاجتماع عليه
انتبه لا يجوز تخصيص وقت معين بدعاء معين أو صلاة
كأن يقول اليوم الساعة 11 أو 12 ليلاً جميعاً نصلي أو جميعاً ندعو دعاء ما وما شابه .
فإنه يكثر مثل هذه الأمور في المواقع التي يقوم عليها بعض أهل البدع، وقد يدعي بعضهم نسبتها إلى بعض السلف من دون ذكر لإسناد يثبت ذلك عنهم.
واعلم أنه لا يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة والتابعين تخصيص أيام معينة بأدعية معينة أو صلوات معينة، وإنما يعرف عنهم أذكار يومية تقال كل يوم ( كأذكار الصباح والمساء الصحيحة )، ويتضح ذلك جليا لمن طالع عمل اليوم والليلة للنسائي أو ابن السني أو الأذكار للإمام النووي أو تحفة الذاكرين للشوكاني و حصن المسلم -لسعيد بن وهف القحطاني.
وقد نص أهل العلم على أن تخصيص وقت للعبادة المشروعة لم يخصصه الشرع يدخل في البدع المستحدثة المحرمة شرعا الداخلة في عموم الحديث: وكل بدعة ضلالة. وفي عموم قوله صلى الله عليه وسلم: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد. رواه مسلم.
ومن العجيب أنه توجد كثير من السنن النبوية في الحياة اليومية، وكثير من الأذكار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم ويغفل الناس عن المثابرة والمواظبة عليها ثم ترى البعض يتصيد المحدثات والمبتدعات وينشرها بين الناس كأنه اكتشف كنزا لم ينتبه الناس له، مع أن المصحف يقل النظر فيه والتلاوة عند كثير منهم.
ومما بين الشاطبي ـ رحمه الله ـ دخوله في البدعة الإضافية: التزام العبادات المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة. انتهى.
وروى عبد الرزاق والنسائي في الكبرى، والبيهقي وغيرهم عن سعيد بن المسيب ـ وهو من أئمة التابعين ـ أنه رأى رجلاً يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين، يكثر فيها الركوع والسجود فنهاه، فقال: يا أبا محمد يعذبني الله على الصلاة؟ قال: لا، ولكن يعذبك على خلاف السنة.
وهذا الأثر صحح إسناده الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في إرواء الغليل، وقال: وهذا من بدائع أجوبة سعيد بن المسيب ـ رحمه الله تعالى: وهو سلاح قوي على المبتدعة الذين يستحسنون كثيراً من البدع باسم أنها ذكر وصلاة ثم ينكرون على أهل السنة إنكار ذلك عليهم، ويتهمونهم بأنهم ينكرون الذكر والصلاة، وهم في الحقيقة إنما ينكرون خلافهم للسنة في الذكر والصلاة ونحو ذلك. انتهى.
الخلاصة السنة المؤكدة ما أجملها وأكثرها ، فاتبعوها ولا تتبعوا أهل البدع …
وفقنا الله لطاعته والعمل بسنته – وقيام ليله والفوز بليلة القدر في رمضان
________________________________
بتصرف في العرض من فتاوى الشبكة الإسلامية